احلام مؤجلة

وعندما يلامس خد كل واحد منا وسادته مستعدا لايداع يوم اخر من ايامه يكون الشخص في هذه الساعة في عزلة تامة مع نفسه حتى وان كان يشارك غرفته ١٠ اشخاص ترى ان الكل قد انطوى لعزلته، مقدسا هذه الساعة التي اعلن القطيع انه حان وقت انهاء اليوم وتوديعه.. وحينها، ينشغل كلٌ بافكاره التي كان يكدح ليصمتها طوال يومه.. هنا ينتهي الفرار من صوت النفس و ينكشف الغطاء عن بئر الخواطر، بل الهاوية التي حاولنا دفنها فيها.. ولكن هناك ايضا ما يحلو من هذه الخواطر فليست كلها مرة المذاق .. تلك الخواطر التي حاولنا دفنها ليس خوفا منها بل خوفا عليها من هذا العالم المخيف.. فذكراها ليس كسائر الخواطر الثقيلة على الروح.. بل تكون هي من اقربها الى قلوبنا.. هي احلامنا الصغيرة التي ترسم البسمة على شفاهنا تحمل الثقل عن كواهلنا.. هي عالمنا الخاص بنا الذي رسمناه في مخيلاتنا لنلجأ فيه حين يضيق عالمنا الحقيقي علينا. تلك الاحلام التي تمدنا بالامل والايمان بأن ما نعيشه الان ليس سوى البداية لحياة قد تحمل لنا المزيد من خيرات ما تملك وستقرر حتما يوما ما إنهاء دهر من خيبات الامل وكسر الخواطر.. تلك الاحلام التي نتذكرها حين نحدق على هواتفنا وعلى صفحات التواصل الاجتماعي ونرى ان غيرنا ممسك بهذه الاحلام التي اطالما ظننا انها بعيدة المنال بل و مستحيلة ولكن ها هم هنا امام اعيننا يستمتعون بما لطالما حلمنا به.. ونشعر نحن بمزيج من الحزن والسعادة في الآن ذاته! فلعل استمتاع غيرنا بما نحلم به يكون بريق الامل الذي يهون علينا جراحنا ويجعلنا نؤمن بأننا نحن ايضا نستطيع تذوق ما تتفنن به الحياة

One thought on “احلام مؤجلة

Leave a comment